(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
أثارت رئيسة البرلمان الدنماركي، بيا كييرسغورد، سجالا حادا بعد قيامها أمس الثلاثاء، بطرد عضوة البرلمان، ميتا أبيلغورد التي اصطحبت معها رضيعتها (5 أشهر) من القاعة وسط دهشة النواب. ووجدت مسؤولة المجموعة البرلمانية عن حزب المحافظين، أبيلغورد، نفسها في موقف حرج حين طلبت منها رئيسة البرلمان الخروج من جلسة تصويت، فانسحبت مع رضيعتها، لكن الموقف لم يمر بهدوء، إذ عبّر كثير من الساسة ووسائل الإعلام عن امتعاضهم من التصرف. وسبق لرئيسة البرلمان أن أثارت عاصفة من الانتقادات بعد أن منعت أحد الساسة اليساريين من استكمال كلمته لاستخدامه وصف “العنصرية” في انتقاده لتصريحات وممارسات اليمين المتشدد بحق المسلمين. وفي موقف غريب اتخذت رئيسة البرلمان موقفا متحيزا مع زميل من حزبها، حزب الشعب الدنماركي المتشدد، ما أثار أيضا حفيظة الصحافة والسياسيين الذين دعا بعضهم إلى ضرورة إسقاطها من رئاسة البرلمان لدفاعها غير المباشر عن تصريحات عنصرية.
وتأتي حادثة الأمس بطرد أم ورضيعة لتزيد السجال حول ما “إذا كانت بيا كييرسغورد تملك مشاعر إنسانية”، بحسب ما تهافتت تعليقات ناقدة لها اليوم في الشارع الدنماركي. وخصوصا أن جملتها التي استخدمتها لم تكن لطيفة إذ قالت للنائبة “أنت ورضيعتك غير مرغوب بكما هنا”. البرلمانية المطرودة من قاعة البرلمان، ميتا أبيلغورد، صرحت اليوم للقناة التلفزيونية الدنماركية، دي آر، بأنها “شاهدت سابقا زميلات سياسيات حملن أطفالهن معهن في قاعة البرلمان دون مشكلة تذكر”. حاولت السياسية اليمينية المتشددة، بيا كييرسغورد، الدفاع عن موقفها الثاني المثير لحنق الشارع بالادعاء أنها لا تنتمي إلى الذين يقبلون “وجود رضيع تحت قبة البرلمان”. الوالدة التي تفاجأت بالتصرف أمس تذكر اليوم أنه” بالفعل أصابتني الدهشة أن تتصرف رئيسة برلمان بهذا الشكل”، وراحت تعدد أسماء سياسيات حملن رضيعهن معهن سابقا دون أن يثير ذلك أيا من الزملاء. ولاقت الأم والرضيعة اليوم تعاطفا شعبيا وإعلاميا كبيرين. وذهبت مقررة الشؤون السياسية في الحزب الذي يقود الائتلاف الحاكم، حزب فينسترا الليبرالي، بريت باير، إلى التضامن مع زميلتها بالقول “نحن نعيش في القرن الـ21 ويجب أن يكون هناك مساحة للأم أن تحمل رضيعها إن كان حزينا أو متضايقا، ويجب أن تمنح الأمهات استثناء”.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
ورغم تصرف رئيسة البرلمان فإن البرلمانية المطرودة، أبيلغورد، تصرح اليوم بأنها لا تشعر “أن تصرف (رئيسة البرلمان) بيا كييرسغورد ينبع من دوافع شخصية ضدي، ولكن أود التعبير عن أني لا أتفق معها في تصرفها وقرارها، وخصوصا أن الرضيعة حين تكون في حجري لا تؤثر على قيامي بما هو مطلوب مني من وظيفة بسيطة لمدة 5 أو 10 دقائق”، وهي تشير إلى عملية التصويت التي كانت تجري إلكترونيا في القاعة.
في العموم لم تلق هذه السيدة تعاطفا نسويا فحسب، بل تهافت حتى أحزاب اليسار ويسار الوسط لإبداء التعاطف معها. وقد عبر الرجال، كما في حالة رئيس البرلمان السابق، عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي، موينز لوكاتوفت عن تعاطفه مطالبا بأن يكون هناك “بعض الليونة والليبرالية لإبداء إحساس بظروف الناس، لم تكن قاعة البرلمان مليئة بالأطفال، ويمكن أن تنشأ ظروف أسرية تضطر النائبة لحمل طفلتها معها”. ولا يبدو أن السجال المستمر حول طريقة قيادة بيا كييرسغورد لبرلمان بلدها، بعد حادثتين، أثارتا كل هذا الجدل، سينتهي قبيل الانتخابات العامة في الصيف القادم.